Ads

Breaking News

بالصدفة.. حقق طبيب ثورة علمية وأنقذ البشر من مرض قاتل




منذ القديم، حيّر مرض البيريبيري (beriberi)، المعروف أيضا بنقص الثيامين، العلماء فخلال القرن الثالث ميلادي وصف الصينيون أعراض هذا المرض وتحدّثوا في كتاباتهم عن معاناة المرضى من حالة ضعف وخمول وتعب شديد وتورّم قد تؤدي للموت مؤكدين على إمكانية علاج هذا المرض عن طريق تناول بعض الأطعمة مثل فول الصويا المخمر والنبيذ.

العربية
منذ القديم، حيّر مرض البيريبيري (beriberi)، المعروف أيضا بنقص الثيامين، العلماء فخلال القرن الثالث ميلادي وصف الصينيون أعراض هذا المرض وتحدّثوا في كتاباتهم عن معاناة المرضى من حالة ضعف وخمول وتعب شديد وتورّم قد تؤدي للموت مؤكدين على إمكانية علاج هذا المرض عن طريق تناول بعض الأطعمة مثل فول الصويا المخمر والنبيذ.



، تمكن المسؤول بالبحرية اليابانية تاكاكي كانيهيرو (Takaki Kanehiro) من الربط بين مرض البيريبيري والنظام الغذائي عقب إجرائه لدراسات حول الطعام المقدم لجنود البحرية على متن السفن. وقد انتظر العالم عام 1897 ليتمكن الطبيب الهولندي كريستيان آيكمان (Christiaan Eijkman) من تحقيق إنجاز فريد من نوعه أحدث من خلاله ثورة في مجال الطب وأنهى معاناة العالم مع مرض البيريبيري. ولد كريستيان آيكمان يوم 11 آب/أغسطس 1858 بمدينة نايكيرك (Nijkerk) الهولندية فكان سابع أبناء والده الذي شغل رتبة ناظر بمدرسة محلية. وبعد نحو عام، انتقل كريستيان رفقة عائلته سنة 1859 نحو مدينة زاندام (Zaandam) فتتلمذ هنالك والتحق سنة 1875 بمدرسة الطب العسكرية بجامعة أمستردام فاجتاز امتحاناته بنجاح وتدرب للالتحاق بجيش الهند الشرقية الهولندي ما بين عامي 1883 و1885. صورة للعالم الألماني روبرت كوخ عقب إصابته بالملاريا، عاد كريستيان مجددا لأوروبا فعمل بعدد من المختبرات بكل من أمستردام وبرلين والتقى العالم الألماني الشهير روبرت كوخ قبل أن يعود مجددا سنة 1887 لباتافيا (Batavia)، جاكرتا حاليا، عقب تعيينه مديرا لمخبر أبحاث البكتيريولوجيا بالمنطقة. وعن طريق جملة من الأبحاث، دحض هذا العالم الهولندي العديد من النظريات القديمة مؤكدا على عدم وجود أسس علمية لها فأثبت تشابه بنية جسد وفيزيولوجيا الأوروبيين والإندونيسيين. وأثناء فترة تواجده بالمنطقة، أجرى كريستيان رفقة زملائه بالفرقة العلمية أبحاثا حول مرض غريب لقّب بالبيريبيري أصاب العديد من السجناء فسبب لهم مشاكل عصبية وصعوبة بالتنفس وتعبا وأودى بحياة كثير منهم. وبادئ الأمر، آمن الجميع بنظرية جرثومية المرض فأجروا أبحاثا مختلفة فشلوا على إثرها في العثور على بكتيريا مسببة للمرض. وأمام هذا الفشل، فضّل أفراد البعثة العلمية العودة أدراجهم نحو أوروبا إلا أن كريستيان آيكمان رفض ذلك مفضلا مواصلة الأبحاث على البيريبيري. صورة للعالم الهولندي كريستيان آيكمان أثناء أبحاثه، حقق كريستيان آيكمان بمحض الصدفة إنجازا مذهلا مهد الطريق لأبحاث علمية جديدة. فخلال أحد الأيام، لاحظ العالم الهولندي ظهور علامات مرض البيريبيري على عدد من دجاجاته بالمختبر ومع إجرائه لبعض التحقيقات لاحظ كريستيان آيكمان تغيّرا في الطعام اليومي المقدم للدجاج حيث فضّل الطباخ منحهم ما تبقى من الأرز الأبيض الملمّع الذي قدّم في العادة كوجبة أساسية للعاملين بالمكان. وأمام هذا الوضع، عمد كريستيان آيكمان للحصول على كمية من الأرز المحلي غير الملمّع وقدّمه للدجاج ليلاحظ خلال الفترة التالية تحسنا واضحا لصحة هذه الطيور. بسبب تدهور حالته الصحية، عجز كريستيان آيكمان عن مواصلة أبحاثه التي أتمها بدلا منه زميله أدولف فورديمان (Adolphe Vorderman) فأثبت العلاقة بين المرض والأرز. خلال السنوات التالية، أثبتت أبحاث أجراها علماء آخرون احتواء الأرز غير الملمع الذي حافظ على قشرته على فيتامين ب1 المعروف أيضا بالثيامين (thiamine) وقد سبب نقص هذا الفيتامين مرض البيريبيري. صورة فوتوغرافية لكريستيان آيكمان وبفضل أبحاثه التي أدت لاكتشاف الثيامين وفتحت طريق الأبحاث بعالم الفيتامينات، تقاسم كريستيان سنة 1929، قبل عام من وفاته، جائزة نوبل للطب مع العالم البريطاني فريدريك غولند هوبكينز (Frederick Gowland Hopkins) الذي أجرى أبحاثا في نفس المجال.